ثلاث سنوات بلا خليفة.. حين أعاد الظاهر بيبرس الخلافة العباسية في القاهرة


في بداية عام 656هـ/1258م، أخذ المغول القادمون من أقصى الشرق الآسيوي يستولون على معظم القارة الآسيوية، ووصلت قواتهم بعد القضاء على الدولة الخوارزمية التركية واحتلال الأناضول إلى روسيا وبولندا وحتى المجر، ومن ثم لم يكن أمامهم سوى خطوة هيّنة للقضاء على رمز وحدة المسلمين المعنوية آنذاك وهي الخلافة العباسية في العراق. وبالفعل، وصلت قواتهم التي بلغت مئات الآلاف من المقاتلين إلى بغداد ذاتها بعد إخضاع مناطق شمال العراق وشرقه عام 656هـ.

 

بعد أيام من الحصار والهجوم المتتابع ودك أسوار العاصمة بغداد بالمنجنيقات الكبرى، تمكن المغول من احتلال العديد من أبراج أسوار بغداد في 26 محرم 656هـ/1258م. وبفضل هذا التقدم، أمعنوا في إحكام الحصار على المدينة وعلى شاطئ نهر دجلة من جميع جهاته حتى لا يتمكن الناس من الشرب والسقي، وفي ذلك يقول المؤرخ “ابن الطقطقي”: “لم يشعر الناس إلا ورايات المغول ظاهرة على سور بغداد من برج يُسمى برج العجمي من ناحية باب من أبواب بغداد يُقال له باب كلواذى، وكان هذا البرج أقصر أبراج السور، وتقحَّم العسكر السلطاني (أي عسكر المغول) هجوما ودخولا، فجرى من القتل الذريع والنهب العظيم والتمثيل البليغ ما يعظم سماعه”[1].

 

سقوط بغداد ومقتل الخليفة المستعصم

لكن مؤرخا آخر هو “ابن الفُوَطي العراقي” يُبين أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط هذا السور ثم المدينة فيما بعد، كانت خيانة الوزير “ابن العلقمي”، فيقول: “لما كان اليوم الرابع عشر من المحرم خرج الوزير مؤيد الدين بن العلقمي إلى خدمة السلطان (هولاكو) في جماعة من مماليكه وأتباعه، وكانوا ينهون الناس عن الرمي بالنشَّاب (السهام) ويقولون: سوف يقع الصلح إن شاء الله فلا تحاربوا. هذا وعساكر المغول يُبالغون في الرمي وقد اجتمع منهم خلق كثير على بُرج العجمي الذي عن يمين باب سور الحلبة، ونصبوا عليه المناجيق، وواصلوا الرمي بالحجارة، فهدموه وصعدوا على السور في اليوم الحادي والعشرين من المحرم، وتمكنوا من البلد وأمسكوا عن الرمي وعاد الوزير إلى بغداد يوم الأحد سابع عشر من المحرم”[2].

 

والمتأمل في المدة التي قضاها “ابن العلقمي” عند “هولاكو” خارج أسوار بغداد، وهي قرابة الأسبوعين، لا يفهم منها إلا خيانة هذا الرجل العلنية. ومع هذا الانهيار الكبير في الدفاعات، لم يكن أمام الخليفة وقادته العسكريين أي مفر سوى إجابة طلب “هولاكو” المتمركز عند باب كلواذى شرقي بغداد بالقدوم إليه مجبرين. وعلى الفور، وفي أول شهر صفر، أذعن الأميران الكبيران قائدا الجيش العباسي “مجاهد الدين أيبك” و”سليمان شاه” فذهبا في مجموعة من جنودهما إلى معسكر “هولاكو”، وفي الطريق حاول القائد “مجاهد الدين” أن يعود إلى بغداد بحجة “منع المقاتلين الكامنين بالدروب والأزقّة لئلا يقتلوا أحدا من المغول”[3].

 

غير أنه في النهاية لم يجد مفرا من الانصياع لأمر “هولاكو” بالمثول بين يديه، ولم يدرِ أنه فخ نهايته الموت، فقد وُزع جنده على جنود المغول فقتلوهم، ثم قُتل “مجاهد الدين” وابنه، وبعده قُتل الأمير “سليمان شاه”. وبعد مقتل الأميرين وجنودهما، دبَّ الرعب في أهل بغداد كبيرهم وصغيرهم، ولم يجد الناس أمامهم إلا أن يرسلوا اثنين من الأعيان في محاولة يائسة لأخذ الأمان، لكن “هولاكو” رفض أن يعطيهما شيئا ورجعا إلى الناس من دون إجابة لطلبهم، الأمر الذي دفع الناس إلى الهرب لمن استطاع إليه سبيلا، فمنهم من تخفى في قنوات بغداد وأفران الحمامات وأماكن الأحراش وغيرها، في حين بقي عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال ممن لم يملكوا حيلة ينتظرون الموت المحقق.

هولاكو
هولاكو (مواقع التواصل)

في هذه اللحظة حاول الخليفة العباسي الأخير “المستعصم بالله” محاولته الأخيرة بعد يوم من مقتل قادة جيشه، فأرسل على الفور الوزير “مؤيد الدين بن العلقمي” صباح يوم 3 صفر “إلى هولاكو فتوثّق منه لنفسه، وعاد إلى الخليفة المستعصم وقال إن هولاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم، ويريد أن يزوج ابنته من ابنك أبي بكر، وحسَّن له الخروج إلى هولاكو”[4].

 

بيد أن الأمر كان خديعة من “ابن العلقمي” لإخراج “المستعصم بالله” من قلعته في بغداد إلى معسكر “هولاكو”، وقد صدَّق “المستعصم” هذه الحيلة، على أنه نزل به وبأهل بيته من العذاب والقتل مثلما نزل بقادته وأهل بلدته، وحينها هاجمت قوات التتار بغداد واستمر القتل فيها أياما، حتى اختلف المؤرخون في عدد قتلى أهل المدينة، فأقلهم قال بسقوط 80 ألف قتيل، وأكثرهم قال بمقتل مليون نفس، والراجح أن عدد القتلى فاق مئات الآلاف طبقا للعديد من الروايات التي رجعنا إليها. ومنذ تلك اللحظة بات العالم الإسلامي بلا خليفة أو رمز لوحدته الدينية والشرعية والروحية، حيث حرص ملوك المسلمين وسلاطينهم في السابق على أخذ البيعة وخطابات الخليفة ونيل الشرعية القانونية منه لتثبيت دعائم حكمهم من الهند في أقصى الشرق وحتى الأناضول ومصر وغيرها في أقصى الغرب.

 

المماليك وإحياء الخلافة العباسية

حين سقطت بغداد والعراق في قبضة “هولاكو”، اتجهت قواته بعد أشهر صوب بلاد الشام التي حماها الأيوبيون آنذاك، لكنهم كانوا أضعف من المواجهة في عصر آخر ملوكهم “الناصر الثاني” الذي قبض عليه المغول وقتلوه هو الآخر، ولم يبق أمامهم سوى مصر التي خرج المماليك منها بقيادة “سيف الدين قطز” و”ركن الدين بيبرس” و”سيف الدين قلاوون” وغيرهم لإيقاف الزحف المغولي، وقد نجحوا في ذلك في عين جالوت بفلسطين، ثم تمكنوا من طرد المغول من بلاد الشام وحتى جنوب الأناضول، وبهذا صار نهر الفرات الحدّ الفاصل بين دولة مغول فارس في الشرق ودولة المماليك في الغرب.

عين جالوت
عين جالوت (مواقع التواصل)

كان أمام المماليك فرصة سانحة لإسباغ الشرعية على حكمهم الجديد عن طريق إعادة إحياء منصب الخلافة، لا سيَّما أن المماليك لاقوا رفضا من العامة في بداية حكمهم في عصر “المعز أيبك”، حتى اندلعت ثورة العرب في صعيد مصر هادفة إلى إسقاط حكم المماليك الذين وصمتهم بـ”الخوارج” و”العبيد” ورأت أنهم خرجوا على أسيادهم الأيوبيين. ولإخماد هذه الثورات، بذل السلطان “المعز أيبك” الأموال، وأرسل القوات المملوكية لاستئصال شأفة هذه القبائل، حيث ظلت ثورتهم مستمرة إلى عصر السلطان “الظاهر بيبرس” لمدة أكثر من 10 أو 15 سنة متواصلة، لكن بيبرس تمكن من القضاء على زعيمهم الأمير “حصن الدين ثعلب”، ومن ثم القضاء على ثورتهم.

 

على أن هناك من ينسب إلى السلطان المملوكي الثاني “سيف الدين قطز” فكرة إحياء الخلافة من جديد، فقد راودته بعد انتصاره على المغول في عين جالوت، ثم عزم حينذاك على مبايعة أمير من البيت العباسي اسمه “أبو العباس أحمد” كان قد شارك المماليك في الحرب ضد المغول، لكن مقتل “قطز” على يد منافسيه المماليك الصالحية وعلى رأسهم “بيبرس” حال دون استكمال مشروعه ذلك.

 

وحين اعتلى السلطان “الظاهر ركن الدين بيبرس” عرش دولة المماليك عام 658هـ/1260م، سعى بكل قوة إلى تحقيق هذه المهمة. واللافت أن استقرار الخليفة العباسي في القاهرة كان مستبعدا في ذهن المماليك في بادئ الأمر، فقد روى المؤرخ “ابن أبي الفضائل” أن “قطز” قال لأحد أمرائه في الشام عن الأمير العباسي الذي شاركه في قتال المغول: “إذا رجعنا مصر، أنفذه إلينا لنعيده إن شاء الله”[5]؛ ما يرجِّح أن نقل الخلافة إلى القاهرة لم يَرِد بادئ الأمر، وإنما العمل على تحرير بغداد وإعادة الخلافة في موضعها.

 

هذا النص التاريخي لـ”قطز” يأخذنا بعيدا عن الفكرة السائدة التي تقول إن المماليك أعادوا إحياء الخلافة العباسية بحثا عن الشرعية في عيون العامة، وربما كانت هذه الحاجة مُلحّة قبل انتصارهم على المغول في عين جالوت، وقبل إعادة توحيد مصر وبلاد الشام والحجاز من جديد، لكن يبدو الأمر أعمق من ذلك، فقد كان شعور عامة الناس في الأقطار الإسلامية عامة بشغور منصب الخلافة مشكلة حقيقية، لذا نجد “السيوطي” في “تاريخ الخلفاء” يقول: “ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة، والوقت أيضا بلا خليفة إلى رجب، فأُقيمت بمصر الخلافة، وبويع المستنصر كما سنذكره، كان مدة انقطاع الخلافة ثلاث سنين ونصفا”[6].

"تاريخ الخلفاء" للـ"السيوطي"
كتاب “تاريخ الخلفاء” للـ”السيوطي”

وقد ربط المؤرخ “أبو الفدا” بين بيعة الخليفة الأول في العصر المملوكي وبين من أسماهم “جماعة من العرب” قدمت إلى مصر سنة 659هـ/1261م، ومعهم “شخص أسود” زاعمين أنه أحمد “ابن الإمام الظاهر بالله”. والخليفة الظاهر هذا هو أبو الخليفة “المستنصر بالله” وجدّ الخليفة العباسي الأخير “المستعصم بالله”. وكان ابنه “أحمد” قد خرج “من دار الخلافة ببغداد لما ملكها التتر، فعقد الملك الظاهر بيبرس مجلسا حضـر فيه جماعة من الأكابر…، فأثبتَ القاضي تاج الدين (قاضي قضاة الشافعية في مصر) نسب أحمد المذكور، ولُقب المستنصر بالله، أبا القاسم أحمد ابن الظاهر بالله محمد، وبايعه الملك الظاهر والناس بالخلافة، واهتم الملك الظاهر بأمره…، واستخدم له عسكرا، وغرم على تجهيزه جملا طائلة…، وبرز الملك الظاهر والخليفة الأسود المذكور في رمضان من هذه السنة، وتوجَّها إلى دمشق، وكان في كل منزلة يمضي الملك الظاهر إلى دهليزه الخاص به، ولما وصلا إلى دمشق، نزل الملك الظاهر بالقلعة، ونزل الخليفة في جبل الصالحية، ونزل حول الخليفة أمراؤه وأجناده”[7].

 

هذا الاحتفاء من السلطان المملوكي “الظاهر بيبرس” وإمداد الخليفة الجديد بالعسكر، كان الغرض منه استعادة بغداد من المغول وإجلاءهم عن العراق بالكلية ليأمن المماليك من شرهم. ولذا عبرَ هذا الخليفة بالقوات المملوكية المعاونة له نهر الفرات، وتمكن من استرداد مدينتَي عانة وحديثة على الفرات الأعلى شمال العراق، لكن المغول سرعان ما تمكنوا من القضاء عليه، وقتله، بالقرب من مدينة هِيت في وسط العراق، بل واستطاعوا أسر قواته واستولوا على كل ما كان معه[8].

 

السلطان القوي والخليفة التابع

مع شغور منصب الخلافة مجددا، تهيأت الفرصة لأخي “المستنصر أبي العباس” الذي يُطلق عليه المؤرخون الاسم ذاته “أحمد”، فقد استدعاه “الظاهر بيبرس” إلى القاهرة، وبايعه بالخلافة بعد إثبات نسبه، ولُقّب بـ”الحاكم بأمر الله” عام 661هـ/1263م. غير أن هزيمة “المستنصر” في هيت، وخسارة “الظاهر بيبرس” كل ما أنفقه عليه من الأموال والعتاد، اضطرته إلى عدم المجازفة مرة أخرى، فقرَّر الأخير أن يستفيد من وجود الخليفة الجديد في القاهرة لتعزيز نفوذه السياسي، وإسباغ الشرعية على نفسه في أعين العامة، مع تهميش الخليفة الجديد، مثلما حدث مع الخلفاء العباسيين في بغداد في ظل وجود البويهيين والسلاجقة والأمراء الأتراك ممن استأثروا بالقوة والنفوذ السياسي.

 

تجلت هذه الحقيقة في خطبة الخليفة الحاكم العباسي التي ألقاها عند مبايعته، إذ قال: “هذا السلطان الملك الظاهر السيد الأجل العالم العادل المجاهد المؤيد ركن الدنيا والدين قد قام بنصر الإمامة عند قلة الأنصار، وشرَّد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الديار، فأصبحت البيعة باهتمامه منتظمة العقود، والدولة العباسية متكاثرة الجنود، فبادروا عباد الله إلى شكر هذه النعمة، وأخلصوا نياتكم تنصروا، وقاتلوا أولياء الشيطان تظفروا، ولا يروعنكم ما جرى، فالحرب سجال، والعاقبة للمتقين، والدهر يومان، والآخر للمؤمنين”[9].

الظاهر بيبرس

بالتأمل في مراسم إعلان خلافة “المستنصر بالله الثاني” و”الحاكم بأمر الله” في القاهرة، نجد أن من تولَّى إثبات النسب وإعلان خلافتهم على عامة الناس بل وعلى سلاطين المماليك أنفسهم هم علماء الدين، ويبدو أن نفوذ العلماء واهتمامهم بالخلافة كان أحد الأسباب التي أرغمت المماليك على إعادة إحياء الخلافة، لا سيَّما حينما نعلم أن جملة من حضر هذه المجالس وأثبت نسب الخلفاء الجدد كان العلامة “العز بن عبد السلام” الذي اشتُهر بمواقفه الصلبة تجاه أخطاء الأيوبيين في بلاد الشام، والمماليك من بعدهم.

 

على أن مسألة الخلافة العباسية لم تنتهِ تماما بمبايعة “الحاكم بأمر الله” سنة 661هـ، فبعد 3 أعوام أرسل “بيبرس” إلى القاهرة رجلين ادَّعى أحدهما أنه “مبارك” ابن الإمام “المستعصم”، والثاني قيل إنه من أولاد الخلفاء، ولعل السبب الذي دفع “بيبرس” إلى هذا أنه أراد أن يقلل من مكانة “الحاكم بأمر الله” عن طريق وجود منافسَين من البيت العباسي له، كما أراد أن يجعل كل من يمت بصلة للبيت العباسي تحت ناظريه ومراقبته في القاهرة. ولهذا السبب، لما استقرت سلطنة “الظاهر بيبرس” في مصر والشام، وصار في غنى عن ظهور الخليفة “الحاكم بأمر الله” معه في المناسبات العامة، اللهم إلا تلك التي تستدعي وجوده، انقلب حال “الحاكم بأمر الله”، فأمسى كالأسير عند “الظاهر بيبرس”، ولهذا السبب نرى “بيبرس” عام 673هـ/1275م وقد أمر “الخليفة الحاكم بأمر الله ألا يجتمع بأحد، فاحتجب عن الاجتماع بالناس”، كما أخبرنا “المقريزي” في “السلوك لمعرفة دول الملوك”[10].

 

ستستمر خلافة “الحاكم” لأربعين سنة كاملة، حيث وافته المنية عام 701هـ/1301م، وقد عهد بالخلافة بعده لابنه “أبي الربيع سليمان” الذي لُقّب بـ”المستكفي”. واستمر نسل الأسرة العباسية في منصب الخلافة بجوار المماليك بالقاهرة حتى دخول العثمانيين مصر وأسرهم الخليفة العباسي الأخير “المتوكل على الله الثالث”، الذي تنازل عن حقوقه الشرعية للعثمانيين، قبل أن تتجدد مسألة الخلافة وأهميتها في عصر السلاطين العثمانيين فيما بعد. ومهما يكن من أمر، كان إحياء الخلافة العباسية بعد سقوطها بثلاث سنوات، وانتقالها من بغداد إلى القاهرة لمدة قرنين ونصف فيما بعد، ثم إعادة الحديث عنها وأهميتها في عصر العثمانيين؛ دليلا على أهمية هذه المسألة في الوعي الجمعي للعالم الإسلامي في عصوره الوسيطة وحتى فاتحة العصر الحديث.

—————————————————————————–

المصادر:

[1] ابن الطقطقي: الفخري في الآداب السلطانية ص336.

[2] ابن الفوطي: الحوادث الجامعة ص356.

[3] ابن العبري: تاريخ مختصر الدول ص271.

[4] أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر 3/194.

([5]) ابن أبي الفضائل: النهج السديد 1/435.

[6] السيوطي: تاريخ الخلفاء ص335.

([7]) أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر 3/212، 213.

([8]) أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر 3/213.

([9]) العيني: عقد الجمان 1/351، 352.

[10] المقريزي: السلوك 2/28.

علي العمري

محرر وكاتب أخبار في صحيفة "موقعي نت"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى