لماذا الذهب؟.. سر حب البشر للمعدن الأصفر

موقعي نت متابعات الموضة والجمال:

ليس العنصر اللامع الوحيد أو حتى الأبرز، وقيمته الكيميائية ليست الأفضل، ومع ذلك يتهافت البشر على الذهب بوصفه معدنًا ثمينًا تقيم به الأموال، وتقوى به اقتصادات دول وتنحط أخرى، وتشن لأجله حروب يروح ضحاياها مئات الألوف من الأرواح، غير استخدامه في الزينة، حتى ارتبط بالكلمة وأصبح دالًا عليها.

وعلى مدار أزمنة متعاقبة ومنذ اكتشافه استخدم الذهب كحلي، خاصة بين طبقة الأثرياء والملوك نظرًا لقيمته المرتفعة عند البشر، ولا يزال كذلك محتفظًا بذلك البريق الذي يضعه في منزلة عالية عندنا، نستخدمه في المناسبات التي تليق به ونهادي به أعزاءنا، لكن مع تواجد معادن أخرى تشترك معه في بعض صفاته التي تضفي له قيمته، فإنه لا يزال له مكانته في قلوب بني الإنسان.

فلماذا كل هذا الاهتمام بالذهب؟

الذهب عملة سهلة

شاع استخدام الذهب تاريخيًا كعملة للتداول بها لعدة أمور تتعلق بالمعدن، كلها تجمع في إطار سهولة صناعته، ومن بين كل العناصر الكيميائية الصلبة في الطبيعة، فإن الذهب والفضة هما الأنسب للاستخدام.

وبحسب ما تورده هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن استخراجهما سهل بالنسبة لعناصر أخرى نادرة أو لا توجد إلا مرتبطة بغيرها ما يصعب من استخلاصها.

استخلاص الذهب من الطبيعة سهل نسبيًا عن غيره من العناصر- مشاع إبداعي

ثم إن الذهب لا يصدأ وهو سهل التشكيل وينصهر عند درجة حرارة معقولة، وهو على ذلك قليل التفاعل مع العناصر الأخرى، ما يجعله من ناحية آمنًا، ومن ناحية أخرى يظل محتفظًا بنقائه إلى حد كبير، على خلاف الحديد مثلًا الذي يتفاعل مع الهواء ويصدأ.

لكن إن كان المعدنين لهما نفس الميزات، فلماذا فضل الذهب عن الفضة؟

الجانب الاجتماعي لحب الذهب

يعد بريق الذهب عاملًا مهمًا في رواجه اجتماعيًا وتفضيله عن غيره، وكلما زادت جودة صفائه، فإن العين البشرية تنظر إليه باعتباره معدنًا مضيئًا يشع من داخله وهو ما يحببه إلى النفس.

وبحسب ما تنقله “سي إن إن”، فإن عيوننا تنجذب دائمًا إلى أي سطح به لمعة كتلك الموجود فوق الماء انعكاسًا لأشعة الشمس، وهي موجودة في الذهب.

لمعان الذهب عامل مهم في جذب العين له- مشاع إبداعي

ويرجع ذلك إلى ارتباط المياه عند الإنسان بالحياة، فهي عنصرها المهم الذي لا غنى عنه للبقاء على قيدها، لذا فأي مشابه للماء في بعض خصائصها حتى لو كان الانعكاس الذي تبديه، فهو ثمين مثلها.

كما أن الخلفية التاريخية للمعدن لها أثر في قيمته، إذ كان في أوقات الحضارة الرومانية القديمة والعصور الوسطى علامة على الثراء والمكانة الاجتماعية الرفيعة، لا يلبسه إلا النبلاء ويحظر تداوله بين العامة، لذا فعلى مدار عقود ارتبط الذهب في ذهن الناس بالوجاهة الاجتماعية.

كمية الذهب تضفي له قيمة

يميل البشر إلى حب اقتناء الأشياء نادرة الوجود، فترتفع أثمان بعض العناصر لا لقيمتها، لكن فقط لندرة تواجدها بالطبيعة، ويحافظ الذهب على قيمته بذلك العامل، فهو إلى حد ما يعد نادرًا إذ تظل قيمته الثمينة ثابتة، لكنه في ذات الوقت لا يدخل تحت إطار العناصر شديدة الندرة، بحيث يستغنى عنه أغلب الناس، فهو بين هذا وذاك.

ومع نسبة حضوره تلك، فهو يضمن أن يظل محتفظًا بمكانته كزينة يحب البشر أن يحتفظوا بها وكعملة لا غنى عنها.


نشكركم على قراءة المنشور من موقعنا ونود التنويه بأن المنشور تم اقتباسه من صحيفة اليوم السعودية.

علي العمري

محرر وكاتب أخبار في صحيفة "موقعي نت"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى