نمط الحياة الصحي يقلل خطر التهاب الأمعاء | صحة


توصل باحثون من أميركا وبريطانيا والسويد وألمانيا إلى أن الحفاظ على نمط حياة صحي قد يساعد في الوقاية من 60% أمراض الأمعاء الالتهابية.

ووجدت الدراسة الدولية التي نشرت على الإنترنت في مجلة غات Gut وكتب عنها موقع يوريك ألرت أن تبني نمط حياة صحي والمحافظة عليه قد يمنع ما يصل إلى 60% من حالات أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

ودفعت النتائج الباحثين في هذه الدراسة إلى اقتراح أنه قد يكون تغيير نمط الحياة خيارا ممكنا للإستراتيجيات الوقائية المستقبلية، ولا سيما للأشخاص الأكثر عرضة لحدوث أمراض الأمعاء الالتهابية، مع مراعاة الحاجة لمزيد من البحث بشأن هذا الأمر.

ويصيب مرض الأمعاء الالتهابية “آي بي دي” (IBD) ما يقدر بـ3 ملايين شخص في الولايات المتحدة و1.3 مليون آخرين في أوروبا، كما أن الحالات المشخصة بهذا المرض آخذة في الازدياد، ولا سيما في البلدان الصناعية الحديثة.

نمط الحياة

ربطت الأبحاث المنشورة سابقا مخاطر مرض الأمعاء الالتهابية بالعديد من عوامل نمط الحياة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان تبني أسلوب حياة صحي والحفاظ عليه قد يقللان خطر الإصابة بهذه الحالة في المقام الأول.

ولمعرفة ذلك اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على بيانات المشاركين من دراسة صحة الممرضات الأولى والثانية “إن إتش إس” (NHS)، ودراسة متابعة المهنيين الصحيين “إتش بي إف إس” (HPFS) في أميركا، وتعد هذه الدراسات من الأكثر تميزا بين الدراسات الوبائية طويلة المدى.

سجلت دراسة صحة الممرضات الأولى بيانات 121 ألفا و700 ممرضة تتراوح أعمارهن بين 30 و55 عاما من 11 ولاية أميركية في عام 1976، فيما في الدراسة الثانية التي أجريت في 1989 تم فيها مراقبة 116 ألفا و429 ممرضة (تتراوح أعمارهن بين 25 و42 عاما) من 15 ولاية أميركية.

في المقابل، شملت دراسة متابعة المهنيين الصحيين 51 ألفا و529 طبيبا تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما من جميع أنحاء الولايات المتحدة في عام 1986.

أنشأ الباحثون درجات مخاطر قابلة للتعديل “إم آر إس” (MRS) لكل مشارك بناء على عوامل الخطر المحددة القابلة للتعديل لأمراض الأمعاء الالتهابية لتقدير نسبة الحالات التي كان من الممكن تجنبها، وتراوحت المخاطر القابلة للتعديل بين صفر و6 درجات، حيث الدرجات الأعلى تشير إلى خطورة أكبر.

وشملت عوامل الخطر الوزن (مؤشر كتلة الجسم)، والتدخين، واستخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، والنشاط البدني، والاستهلاك اليومي للفاكهة والألياف والخضروات والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة “بي يو إف إيه إس” (PUFAs) واللحوم الحمراء.

ووضع الباحثون نسبة الحالات التي يمكن تجنبها إذا تم تبني أسلوب حياة صحي شامل والحفاظ عليه، وتم تخصيص درجات من صفر إلى 9 لكل مشارك، حيث الدرجات الأعلى تشير إلى نمط حياة أكثر صحة.

ويتألف نمط الحياة الصحي من التالي:

  • أن يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و25
  • عدم التدخين
  • ممارسة نشاط بدني لفترة لا تقل عن 7.5 ساعات أسبوعيا
  • استهلاك ما لا يقل عن 8 حصص يومية من الفاكهة والخضروات (حصة الفاكهة تعادل ثمرة واحدة متوسطة الحجم، وحصة الخضار تعادل نصف كوب مطهو أو كوبا طازجا)
  • استهلاك أقل من نصف حصة يومية من اللحوم الحمراء (حصة اللحم تعادل 80 غراما)
  • استهلاك ما لا يقل عن 25 غراما من الألياف يوميا مع حصتين أسبوعيتين على الأقل من الأسماك (حصة السمك تعادل 80 غراما)
  • تناول ما لا يقل عن نصف حصة يومية من المكسرات.

وخلال فترة المراقبة تم الإبلاغ عن 346 حالة من مرض كرون و456 حالة التهاب القولون التقرحي.

وبناء على نتائج درجات المخاطر القابلة للتعديل قدر الباحثون أن وجود المخاطر بدرجات أقل كان يمكن أن يمنع 43% من مرض كرون و44.5% من حالات التهاب القولون التقرحي، كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي يمكن أن يمنع 61% من حالات مرض كرون و42% من حالات التهاب القولون التقرحي.

تطور مرض التهاب الأمعاء

طبق الباحثون نظام الدرجات على بيانات من 3 دراسات أوروبية كبيرة للتحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها، وهي مجموعة التصوير الشعاعي السويدية (37 ألفا و275 مشاركا)، جماعة الرجال السويديين (40 ألفا و810 مشاركين)، والتحقيق الأوروبي المستقبلي في السرطان والتغذية (404 آلاف و144 مشاركا).

ويقر الباحثون بأن متوسط العمر الذي تم فيه تشخيص مرض التهاب الأمعاء كان أكبر من المعتاد، كما لم يتم اعتبار عوامل نمط الحياة المبكرة التي قد يكون لها تأثير، مثل الرضاعة الطبيعية، ووجود وصفات طبية للمضادات الحيوية، والضغط العصبي، والعوامل البيئية مثل التلوث، إضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية.

وكتب الباحثون “الافتراض الرئيسي لنتائجنا هو أن العلاقة بين عوامل نمط الحياة وتطور مرض التهاب الأمعاء هي علاقة سببية، وعلى الرغم من أن هذا لم يتم إثباته بعد فإن العديد من الأدلة تدعم الدور الحاسم للعوامل البيئية ونمط الحياة في تطور مرض الأمعاء الالتهابية”.

وأضافوا “قد يكون تعديل نمط الحياة هدفا جذابا لإستراتيجيات الوقاية المستقبلية من مرض الأمعاء الالتهابية، كما أن هذا الأمر قد يكون ذا صلة وثيقة بالفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، مثل أقارب الدرجة الأولى لمرضى داء الأمعاء الالتهابي الذين يقدر خطر إصابتهم بالمرض بنسبة تتراوح بين 2 و17% خلال حياتهم”.

داء الأمعاء الالتهابي

وفقا لمايو كلينك، فإن مرض الأمعاء الالتهابي هو مصطلح يشير إلى الاضطرابات التي تشمل التهاب الأنسجة المستمر (المزمن) في القناة الهضمية، ويضم:

  • التهاب القولون التقرحي الذي يشمل الإصابة بالتهاب وتقرحات على طول بطانة الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم.
  • داء كرون الذي يتسم بحدوث التهاب في بطانة القناة الهضمية، وغالبا ما يشمل الطبقات العميقة منه، وتعتبر الأمعاء الدقيقة الأكثر تأثرا بالمرض.

أعراض أمراض الأمعاء الالتهابية:

  • الإسهال
  • الإرهاق
  • ألم وتقلصات مؤلمة في البطن
  • دم في البراز
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن غير المتعمد.

علي العمري

محرر وكاتب أخبار في صحيفة "موقعي نت"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى