كم من الوزن ستفقد عند استعمال “أوزيمبيك”؟ وهل يُنصح به؟ | صحة


احتل عقار “أوزيمبيك” (Ozempic) عناوين الأخبار التي تحدثت عن نجاح من يتلقونه في فقدان الوزن وتحسين السيطرة على سكر الدم، منهم طبيب كتبه لمرضاه ثم استعمله ليفقد 12 كيلوغراما. فكيف يعمل هذا العقار؟ وما فقدان الوزن المتوقع عند استعماله؟ وهل له محاذير؟

وكان موقع “إنسايدر” (Insider) التقى طبيبا قال إنه يصف “أوزيمبيك” للمرضى، مشيرا إلى أنه فقد أيضًا 25 رطلاً (حوالي 11.5 كيلوغراما) من خلال تناوله بنفسه.

ما عقار “أوزيمبيك” (Ozempic)؟

وفقا لموقع “دراغز” (Drugs)، فإن “أوزيمبيك” هو الاسم التجاري لعقار اسمه العلمي هو “سيماغلوتيد” (semaglutide).

ما استعمالات أوزيمبيك؟

يستخدم أوزيمبيك في:

  • تحسين مستويات السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية، مثل السكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو الوفاة، للبالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين يعانون أيضًا من أمراض القلب.

يجب أن يتزامن استخدام “أوزيمبيك” مع نظام غذائي متوازن، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.

كيف يعمل أوزيمبيك؟

ينتمي أوزيمبيك إلى فئة من الأدوية تسمى “ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون” (glucagon-like peptide-1 “GLP-1” agonists)، والتي تعمل عن طريق الارتباط بمستقبلات “جي إل بي-1” (GLP-1) التي تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس عندما تحتاج إلى الأنسولين.

كما يساعد على تقليل كمية السكر التي يفرزها الكبد، ويبطئ خروج الطعام من المعدة، ويساعد الجمع بين هذه التأثيرات على خفض مستويات السكر التراكمي “آيه1 سي” (A1C) والسكر في الدم، وقد يساعد أيضًا في تقليل الشهية.

محاذير استخدام أوزيمبيك

يجب ألا تستخدم أوزيمبيك إذا كان لديك:

  • حساسية من السيماغلوتيد أو أي مكونات أخرى في هذا الدواء.
  • الورم الصماوي المتعدد من النوع الثاني (multiple endocrine neoplasia type 2).
  • تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي (medullary thyroid carcinoma).

ففي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تسبب هذا الدواء في أورام الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه التأثيرات ستحدث عند من يتعاطونه، لذلك فإن عليك سؤال طبيبك عن المخاطر التي قد تعاني منها.

هل يمكن للحامل تناول أوزيمبيك؟

الجواب هو لا. توقفي عن استخدام هذا الدواء قبل شهرين على الأقل من التخطيط للحمل، واسألي طبيبك عن دواء أكثر أمانًا لاستخدامه خلال هذا الوقت. السيطرة على مرض السكري مهمة جدًا أثناء الحمل، وكذلك اكتساب الوزن المناسب حتى لو كنت تعانين من زيادة الوزن، فقد يؤدي فقدان الوزن أثناء الحمل إلى الإضرار بالطفل الذي لم يولد بعد.

كيف يعطى أوزيمبيك؟

يعطى أوزيمبيك في حقنة تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، وذلك في أي وقت من اليوم، مع طعام أو من دونه. استخدم الحقنة في نفس اليوم من كلِّ أسبوع.

يحتوي قلم حقن أوزيمبيك على أكثر من جرعة واحدة. بعد الاستخدام الأول، قم بتخزين القلم مع إزالة الإبرة في الثلاجة أو في درجة حرارة الغرفة، واحفظه بعيدا عن الحرارة والضوء. وتخلص من القلم بعد 56 يومًا من الاستخدام الأول، أو إذا ظهر أقل من 0.25 ملغ في عداد الجرعة.

جرعة أوزيمبيك

بعد استشارة الطبيب، ابدأ باستخدام أوزيمبيك بحقنة 0.25 ملغرام تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 أسابيع. جرعة 0.25 ملغ مخصصة لبدء العلاج، وهي غير فعالة للتحكم في نسبة السكر بالدم.

بعد 4 أسابيع من جرعة 0.25 ملغرام، قم بزيادة الجرعة إلى 0.5 ملغرام مرة واحدة أسبوعيا.

إذا كانت هناك حاجة لضبط سكر الدم الإضافي، فبعد 4 أسابيع على الأقل من المقدار الدوائي 0.5 ملغرام، يمكن زيادته إلى 1 ملغرام مرة أسبوعيا.

إذا كانت هناك حاجة لضبط نسبة السكر في الدم بعد 4 أسابيع على الأقل من جرعة 1 ملغرام، يمكن زيادة الجرعة إلى 2 ملغرام مرة أسبوعيا. الجرعة القصوى الموصى بها هي 2 ملغرام مرة واحدة أسبوعيا.

الآثار الجانبية لعقار أوزيمبيك

احصل على مساعدة طبية طارئة إذا كانت لديك علامات ردّ فعل تحسسي، مثل:

  • الحكة.
  • الدوخة.
  • سرعة ضربات القلب.
  • صعوبة التنفس.
  • تورم الوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحلق.

وقد يسبب أوزيمبيك آثارًا جانبية خطيرة أخرى، لذا فإن عليك الاتصال بطبيبك على الفور إذا كان لديك أي مما يأتي:

  • تغيرات في الرؤية.
  • تغيرات مزاجية غير معتادة.
  • أفكار حول إيذاء نفسك.
  • خفقان ضربات القلب أو رفرفة في الصدر.
  • تورم أو كتلة في رقبتك.
  • صعوبة في البلع.
  • صوت أجش.
  • شعور بضيق في التنفس.
  • ألم شديد في معدتك العلوية ينتشر إلى ظهرك.
  • غثيان مع قيء أو من دونه.
  • ألم في الجزء العلوي من المعدة.
  • حمى.
  • براز بلون الطين.
  • اليرقان.

هل أوزيمبيك عقار معتمد لتخفيض الوزن؟

مع أن أوزيمبيك يؤدي لفقدان الوزن، فإنه حتى اللحظة لم يتم اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لفقدان الوزن.

وتقول الكاتبة أليسا نورثروب -في تقرير نشرته مجلة “فوربس”– إنه بالرغم من أن أوزيمبيك ليس دواء لفقدان الوزن بشكل رسمي، فإن الأبحاث تشير إلى أن الذين يتناولونه قد يفقدون مقدارا من الوزن أثناء تناول الدواء.

لكن في المقابل، فإن العنصر النشط في أوزيمبيك، المعروف باسم سيماغلوتيد، تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية بجرعات أعلى لعلاج الأفراد الذين يعانون من السمنة والمشاكل الطبية الأخرى المتعلقة بالوزن تحت اسم “ويغوفي” (Wegovy).

هل الأنسولين هو نفسه أوزيمبيك؟

أوزيمبيك والأنسولين ليسا شيئاً واحداً، لكن أوزيمبيك يساعد البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين عندما يكون سكر الدم لديك مرتفعًا.

وتقول الدكتورة ليديا ألكسندر في كاليفورنيا إنه على عكس الأنسولين، نادرًا ما يتسبب أوزيمبيك في انخفاض نسبة السكر في الدم.

وبينما لم يتم تصنيف أوزيمبيك على وجه التحديد عقارا لإنقاص الوزن، فإن الدراسات التي ترعاها شركة “نوفو نورديسك” (Novo Nordisk) المصنعة لأوزيمبيك، تشير إلى أن الذين يتناولون سيماغلوتيد -المركب الفعال في أوزيمبيك- قد يفقدون الوزن.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد وافقت على سيماغلوتيد لفقدان الوزن عام 2021 تحت الاسم التجاري “ويغوفي” (Wegovy).

مع ذلك، يوفر ويغوفي جرعة أعلى من سيماغلوتيد مقارنة مع أوزيمبيك.

يحتوي ويغوفي على 2.4 ملغرام من سيماغلوتيد، مقارنة بـ0.5 ملغرام أو 1 ملغرام أو 2 ملغرام من سيماغلوتيد في أوزيمبيك.

ويعمل أوزيمبيك من خلال آليتين رئيسيتين:

  • يؤثر على مراكز الجوع في الدماغ (على وجه التحديد، في منطقة ما تحت المهاد)، مما يقلل من الجوع والشهية والرغبة الشديدة.
  • يبطئ معدل إفراغ المعدة، ويطيل بشكل فعال الشبع.

كم من المتوقع أن تفقد مع استعمال أوزيمبيك؟

في إحدى التجارب السريرية الكبيرة التي رعتها شركة “نوفو نورديسك”، تم إعطاء 1961 شخصًا بالغًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ولم يكن لديهم مرض السكري 2.4 ملغرام من سيماغلوتيد أو دواء وهمي مرة واحدة في الأسبوع لمدة 68 أسبوعًا، إلى جانب التدخل في أسلوب الحياة، ففقد الذين تناولوا سيماغلوتيد 14.9% من وزن أجسامهم، مقارنة بـ2.4% للذين تناولوا الدواء الوهمي.

ومن المهم ملاحظة أن جرعة سيماغلوتيد المستخدمة في هذه الدراسة كانت أعلى من الجرعة التي يقدمها أوزيمبيك.

في الخلاصة، أوزيمبيك معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج مرض السكري فقط، وليس دواء لإنقاص الوزن، بحسب الدكتور كريستوفر ماكجوان.

هل تحافظ على وزنك بعد استخدام أوزيمبيك؟

في حين أن تناول السيماغلوتيد قد يساعدك على إنقاص الوزن، فإن معظم الناس سيستعيدون الكثير من هذا الوزن إذا توقفوا عن استخدامه. تشير الدراسات إلى أن إيقاف أوزيمبيك تمامًا سيؤدي على الأرجح إلى استعادة معظم الوزن المفقود في غضون عدة أشهر، كما تلاحظ الدكتورة ريخا كومار رئيسة الشؤون الطبية في برنامج العناية بالوزن القائم على الأدلة، اختصاصية الغدد الصماء في مركز طبي أكاديمي بمدينة نيويورك.

هل ينصح باستخدام أوزيمبيك لفقدان الوزن؟

ينصح الدكتور ماكجوين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وخاصة الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، باستشارة طبيبهم لمعرفة ما إذا كان أوزيمبيك مناسبًا لمساعدتهم في التحكم بنسبة السكر في الدم وفقدان الوزن.

ويضيف أنه “بالنسبة للعلاج الأساسي للسمنة، يعد ويغوفي أيضًا خيارًا ممتازًا لأي مريض يعاني من فقدان الوزن من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة فقط، ويكون مؤشر كتلة الجسم لديه 30 وما فوق (أو 27 وما فوق مع أمراض مصاحبة مرتبطة بالسمنة)، وهو على استعداد لاستخدام حقنة مرة واحدة في الأسبوع على المدى الطويل”.

أما استخدام أوزيمبيك لفقدان الوزن “التجميلي السريع” على المدى القصير، فلا يوصي به الدكتور ماكجوان. فبالرغم من أن هذا قد حظي باهتمام كبير في وسائل الإعلام، فإن أدوية أوزيمبيك وأدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) ذات الصلة ليست مصممة لاستخدامها بهذه الطريقة، ويمكن أن تؤدي إلى أحداث سلبية محتملة، وفي النهاية ستتم استعادة الوزن المفقود.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أي شخص لديه موانع مثل تاريخ من سرطان الغدة الدرقية النخاعي، أو أورام الغدد الصماء المتعددة، أو تاريخ من التهاب البنكرياس، فيجب ألا يستخدم أوزيمبيك.

المصدر : الجزيرة + وكالات + بيزنس إنسايدر + فوربس

علي العمري

محرر وكاتب أخبار في صحيفة "موقعي نت"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى